Permanent Mission of the State of Kuwait to the United Nations

Copyright © 2018 • All Rights Reserved • Permanent Mission of the State of Kuwait to the United Nations

Kuwait's Statement delivered by H.E. Sheikh Sabah Khaled Al-Hamad Al-Sabah, Deputy Prime Minister and Minister of Foreign Affairs, at the United Nations Security Council High-Level Debate on the “Maintenance of international peace and security: Building regional partnership in Afghanistan and Central Asia as a model to link security and development” - 19 January 2018

وفد دولة الكويت الدائم لدى اﻷمم المتحدة

السيد الرئيس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يطيب لي بداية ان أتقدم بوافر الشكر والامتنان لمعالي / خيرات عبدالرحمانوف،  وزير خارجية كازاخستان الصديقة الموقر على عقد هذه الجلسة الهامة والتي تؤكد على أهمية بناء الشراكات الاقليمية ودون الإقليمية الفعالة بهدف تعزيز الأمن والتنمية، وتترجم ما نص عليه ميثاق الأمم المتحدة في فصله الثامن من دور جلي للمنظمات الإقليمية ودون الإقليمية في حل النزاعات بالطرق والوسائل السلمية والدبلوماسية، كما لا يفوتني أن اشكر وفد كازاخستان على حسن الاعداد للورقة المفاهيمية بهذا الشأن والتي تعيد ترسيخ أهمية الشراكة الفعالة لإعادة التنمية والأمن إلى أفغانستان والتي بدورها ستعيد الأمن إلى منطقة آسيا الوسطى والعالم بشكل أشمل

كما أغتنم هذه الفرصة لأرحب بالإحاطة القيمة لمعالي/ انتونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، التي قدمها في مستهل اجتماعنا اليوم

ان عقد مجلس الأمن لهذه الجلسة، وتحت رئاسة كازاخستان الصديقة لهو ابلغ دليل على اهتمام دول آسيا الوسطى باستقامة الأوضاع في أفغانستان وعودة الأمن والاستقرار إليه وتؤكد على أهمية السعي إلى تنفيذ خطة تنمية طويلة الأمد في أفغانستان، تشمل خطة سياسية واقتصادية متكاملة مع دول الجوار، ونؤكد هنا بأنه وفي ظل بيئة إقليمية معقدة يعد التعاون الوثيق بين دول الجوار أمراً اساسياً لتعزيز الاستقرار والازدهار وتسهم في تحقيق السلام المستدام

ان الزيارة التي قام بها مجلس الامن إلى أفغانستان، بقيادة كازاخستان بصفتكم رئيس المجلس، قبل أيام من انعقاد جلستنا هذه لهو محل تقدير لدى حكومة بلادي وتؤكد اهتمام ودعم مجلس الأمن لحكومة وشعب أفغانستان، في إطار المساعي والجهود التي تبذلها الحكومة والمجتمع الدولي لتحقيق الأمن والاستقرار وإعادة الإعمار والبناء ودعم الديمقراطية واستعادة أفغانستان لمكانتها الطبيعية في المجتمع الدولي

تثمن دولة الكويت الدور الحيوي والهام التي تضطلع به بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان ، مقدرين في هذا الصدد الدور القيم الذي يضطلع به السيد/ تاداميشي ياماموتو، ممثل الأمين العام الخاص، وجميع جهود موظفي الأمم المتحدة العاملين في الميدان المحفوف بالمخاطر، ونشير في هذا السياق إلى استضافة دولة الكويت لمكتب دعم بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان منذ سبتمبر 2010 ، مؤكدين مواصلة التعاون معه وتذليل كافة الصعوبات التي قد يواجها المكتب وتقديم كافة التسهيلات له ولكافة العاملين فيه

وفي هذا الصدد تؤكد دولة الكويت على أهمية تعزيز تنسيق الشراكات الإقليمية ودور كافة وكالات الأمم المتحدة في سبيل عودة السلام والأمن في أفغانستان، كما ترحب دولة الكويت بكافة المبادرات الدولية والإقليمية التي تدعم هذه المساعي على النحو المذكور في قرار مجلس الأمن 2344/2017

 كما تعرب دولة الكويت عن دعمها المتواصل للنداء الذي وجهه الأمين العام للأمم المتحدة من أجل العمل على تجنب التهديدات في أفغانستان وآسيا الوسطى، والتشجيع على جعل منع نشوب الصراعات وحلها أمرا محوريا في عمل منظومة الأمم المتحدة في المنطقة، مع التشديد على أهمية الدبلوماسية الوقائية عن طريق جملة أمور منها المشاركة البناءة مع الدول الأعضاء لضمان الاستقرار والأمن والتنمية على المدى الطويل. وفي إطار الحديث عن أهمية الدبلوماسية الوقائية والتعاون على المستوى الإقليمي في هذا السبيل، يجدر بنا الإشارة إلى دور مركز الأمم المتحدة الإقليمي للدبلوماسية الوقائية لآسيا الوسطى والذي يعد مثالاً على المشاركة السياسية والجهود الوقائية التي تبذلها الأمم المتحدة دعما للدول الأعضاء، ونشجع انخراط أفغانستان في التعاون مع المركز

 تعاني أفغانستان منذ أربعة عقود من أوضاع امنية وسياسية غير مستقرة و صعبة انعكست سلباً على الحالة الاقتصادية والإنسانية وعلى السلم والأمن الإقليمي والدولي، مما يتطلب تعاون وتضافر الجهود الدولية من أجل مواجهة تلك التحديات المعقدة، فتدهور الوضع الأمني أدى إلى تباطؤ في النمو الاقتصادي، وحال دون تحقيق تطور في العملية السياسية، لا سيما ارجاء موعد الانتخابات التي نتطلع إلى اجرائها في المواعيد المحددة، الانتخابات البرلمانية في يوليو 2018، والانتخابات الرئاسية في 2019، كما أدى تدهور الوضع الأمني إلى تفاقم الوضع الإنساني في أفغانستان، حيث بلغ عدد المدنيين من هُم بحاجة إلى مساعدات إنسانية ملحة وعاجلة إلى 3.3 مليون شخص، وأسفر عن نزوح الملايين من الشعب الافغاني بين مشرد ولاجئ ومهجر، كما أدى تدهور الأوضاع الأمنية إلى ارتفاع عدد البطالة إلى 25%، ورزوح حوالي 40% من نسبة السكان تحت خط الفقر

يساورنا القلق  إزاء استمرار التهديدات التي يتعرض لها أمن واستقرار أفغانستان والتي تشكلها الجماعات الإرهابية والمجموعات المتطرفة (حركة طالبان، بما في ذلك شبكة حقاني، فضلا عن تنظيم القاعدة وتنظيم داعش) والجماعات المسلحة غير المشروعة، والمجرمين، والأشخاص الضالعين في إنتاج المخدرات والاتجار بها، كما ينتابنا القلق في هذا الصدد من التهديدات المحتملة للمنطقة، خاصة دول آسيا الوسطى، لذا فأننا ندعو جميع الدول أن تنفذ على نحو فعال جميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما في ذلك القرارات المتعلقة بمكافحة الإرهاب، وأن تعزز تعاونها الأمني الدولي والإقليمي من أجل تعزيز تبادل المعلومات ومراقبة الحدود وإنفاذ القانون والعدالة الجنائية لتحسين وبناء القدرات لمواجهة التهديدات التي تشكلها، بما في ذلك من عودة المقاتلين الإرهابيين الأجانب

في الوقت الذي تتطلع فيه دولة الكويت إلى إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل، ترحب بمساهمة دول آسيا الوسطى في عدم الانتشار، بما في ذلك معاهدة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في آسيا الوسطى، وتشجع على زيادة تعاونها في منع الاتجار غير المشروع بالأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية، والمواد المشعة الأخرى
 
وفي الختام ،،، علينا ان لا ننظر إلى أفغانستان على انها تهديد للأمن في المنطقة بل يتوجب علينا ان نعتبرها شريك أساسي فيه، مدركين بأن تحقيق السلام والاستقرار الدائمين في أفغانستان والمنطقة يأتي من خلال الحلول السلمية والدبلوماسية عبر جلوس كافة الأطراف المعنية على طاولة الحوار ومشاركتها على نحو فعال وبناء في الجهود الدبلوماسية لإحلال السلام، فالحلول العسكرية، وعلى مر التاريخ، لم تأتي بأية حلول دائمة مؤدية للسلام. وعليه فأننا نحث جميع الأطراف على المشاركة البناءة في الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تحقيق السلام، حتى تنعم أفغانستان وشعبها بالازدهار والرفاه

 وشكراً السيد الرئيس