Permanent Mission of the State of Kuwait to the United Nations

وفد دولة الكويت الدائم لدى اﻷمم المتحدة

Kuwait's Statement delivered by H.E. Ambassador Mansour Al-Otaibi, the Permanent Representative of the State of Kuwait to the United Nations, at the United Nations Security Council during the Security Council Open Debate on Children and Armed Conflict ​- 2 August 2016

Copyright © 2017 • All Rights Reserved • Permanent Mission of the State of Kuwait to the United Nations

السيد الرئيس

في البداية أود أن اهنئكم على رئاستكم لمجلس الأمن لهذا الشهر، كما اود أن أشيد بجهودكم خلال رئاستكم لمجموعة العمل حول الأطفال والنزاع المسلح، وأشكر معالي الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون وممثلة الأمين العام المعنية بالأطفال والنزاع المسلح السيدة ليلى زروقي والمدير التنفيذي لليونيسف السيد انثوني ليك على إحاطتهم القيّمة، معرباً في هذا الصدد عن بالغ التقدير والامتنان للجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة حيال موضوع بات يشكل تحدياً صعباً أمام المجتمع الدولي ألا وهو الأطفال والنزاع المسلح

السيد الرئيس

ما يشهده العالم من أزمات واضطرابات يشير وبشكل مفزع إلى تزايد معاناة المدنيين في النزاعات المسلحة، لا سيما الفئات الضعيفة في النزاعات وهم الأطفال، حيث يتم سلب براءتهم وحقهم الأصيل في الحياة والنماء والعيش الكريم والبقاء والنمو وتحقيق أقصى ما بإمكانهم بسبب النزاعات وإستغلالهم فيها

إن دولة الكويت تعرب عن قلقها العميق تجاه الأثار السلبية الذي تخلفه النزاعات المسلحة على الأطفال، بما في ذلك تجنيد وإستخدام وإستغلال الأطفال، والاختطاف الجماعي، والعنف الجنسي ضدهم، وقتلهم وتشويههم، والهجمات على المناطق المأهولة التي ترتكب من قبل دول وجماعات مسلحة مختلفة. وينبغي على المجتمع الدولي أن يستجيب للتهديدات ضد السلم والأمن مع الامتثال الكامل للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان

السيد الرئيس

إن الحديث عن الأطفال في النزاع المسلح يدعونا للتطرق إلى ما يعانيه الشعب الفلسطيني الأعزل وأطفاله، فانتهاكات إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني وأطفاله واضحة على مدى عقود من الزمن، حيث تستمر إسرائيل في ارتكاب جرائمها ضد الشعب الفلسطيني بما في ذلك الأطفال، الذين تحملوا انتهاكات قاسية لم تقتصر على مجرد القتل والاعتقال والاستجواب والتعذيب، بل أيضاً تدمير مرافقهم التعليمية والصحية والترفيهية وغيرها. وبالإضافة إلى كل ذلك، فإن الأثر المدمر للقيود التي تفرضها إسرائيل على حركة الفلسطينيين من خلال نقاط التفتيش وجدار الفصل العنصري وحصارها المستمر لقطاع غزة، قد أدى إلى تفاقم المعاناة الإنسانية وارتفاع في معدلات الفقر والبطالة، والعزلة واليأس والحرمان التي يعاني منها الأطفال الفلسطينيين بمعدلات تنذر بالخطر

وفي هذا الصدد، ندعو مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته للتصدي لهذا الإنتهاكات المتكررة لضمان العدل والحماية للأطفال الفلسطينيين الضعفاء، وبما يوفر لهم الأمل بأن حقوقهم المشروعة في مستقبل حر وخالٍ من الظلم والعنف سوف تتحقق. هذا، وإستمراراً لنهجها الثابت في دعم حقوق الفلسطينيين، فقد أعلن حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في الدورة الــ 27 للقمة العربية التي عقدت في نواكشوط – موريتانيا الشهر الماضي عن عزم دولة الكويت استضافة مؤتمر دولي حول معاناة الطفل الفلسطيني لتسليط الضوء على ممارسات إسرائيل وانتهاكاتها للاتفاقيات والأعراف الدولية الخاصة بحقوق الطفل

السيد الرئيس

وفيما يتعلق بالأزمة في اليمن، نرحب بقرار الأمين العام للأمم المتحدة بإزالة إسم قوات التحالف لإعادة الشرعية في اليمن من القائمة المرفقة بتقريره السنوي حول الأطفال والنزاع المسلح

إن دولة الكويت، وهي عضو في التحالف، تؤكد على دعمها للدور المحوري والهام الذي يقوم به التحالف لإعادة الشرعية في اليمن ودوره في حماية المدنيين والأطفال هناك، والتأكيد على أن التحالف ملتزم بأعلى مبادئ ومعايير القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي. وفي هذا السياق، نجدددعوة التحالف لفريق أممي للقيام بزيارة لمقر التحالف في الرياض واطلاعه على كافة التدابير المتخذة لحماية المدنيين والأطفال

وتؤكد دولة الكويت على دعمها لإعادة الأمن والاستقرار لليمن وشعبه الشقيق بما يصون سيادته ووحدة أراضيه، وهي ملتزمة تماماً بالعملية السياسية اليمنية وتعمل على إنجاحها وفق قرارات مجلس الأمن، لا سيما القرار 2216، والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية. ولا يخفي على الجميع بأن الكويت تستضيف ومنذ شهر أبريل 2016 مشاورات السلام اليمنية تحت رعاية الأمم المتحدة، وتأمل أن تتوصل الأطراف اليمنية إلى السلام الذي يعيد الأمن والاستقرار إلى هذا البلد العربي العزيز لنقله إلى مرحلة جديدة نحو التنمية وإعادة البناء والإعمار

السيد الرئيس

إن الوضع في سوريا في تدهور مستمر ويبعث على القلق الشديد فعدد ضحايا النزاع تجاوز 250 ألف من بينهم ما يقارب 20 ألف طفل، فرغم الجهود الدولية لتخفيف معاناة الشعب السوري، والذي كان لدولة الكويت شرف استضافة 3 مؤتمرات دولية للمانحين ومشاركة في رئاسة المؤتمر الرابع لدعم الوضع الإنساني في سوريا التي استضافتها العاصمة البريطانية – لندن في فبراير من هذا العام، إلا أن ما أكده تقرير الأمين العام عن الأطفال والنزاع المسلح بشأن الغارات الجوية والهجمات العشوائية على المناطق السكنية والمباني من الأسباب الرئيسية الكامنة وراء قتل الأطفال وتشويههم.وأمام هذه الفاجعة الإنسانية في سوريا، فإن مجلس الأمن مطالب بالخروج بحل ينهي هذه الأزمة ويوقف هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، لا سيما ما يعانيه الأطفال هناك

السيد الرئيس

ختاماً، أود التأكيد بأنه وبالرغم من أن الحروب والنزاعات المسلحة تؤثر على المجتمعات بأكملها، من رجال ونساء وشيوخ وأطفال على حد سواء، فإن الأطفال يظلون الأكثر ضعفاً والأكثر حاجة إلى حمايتنا، لذا يجب أن لا نخذلهم، فهم أمل المستقبل

***وشكرا***