Permanent Mission of the State of Kuwait to the United Nations

وفد دولة الكويت الدائم لدى اﻷمم المتحدة

أود بدايةً ان أعرب عن بالغ تقديرنا لتواجد معالي الامين العام / انتونيو غوتيريش، معنا اليوم وعلى إحاطته القيمة للمجلس. معالي الامين العام، ان تواجدك معنا اليوم هو دلالة كبيرة على ما تمثله هذه القضية الانسانية لك ولاعضاء مجلس الامن والمجتمع الدولي بأسره. إننا نثمن عالياً ما تبذلونه من جهود حثيثة تجاه أزمة لاجئي أقلية الروهينغا ونؤكد على دعمنا الكامل لمساعيكم النبيلة

كما أود ان أشكر كل من السيدة/ بلانشيت، سفيرة النويا الحسنة لمفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين، والسيد/ جيتو من برنامج الامم المتحدة الانمائي، على احاطتهما اليوم

يصادف شهر اغسطس الحالي مرور عام كامل على بداية أعمال العنف في ولاية راكين في ميانمار، وما نجم عن تلك الاعمال من تشريد لما يزيد عن 887 ألف من أقلية الروهينغا الى بنغلاديش، وذلك بحسب احصائية مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين، ليصل اجمالي عدد لاجئي الروهينغا في أكبر مخيمات اللاجئين بالعالم الى مليون ومائة ألف لاجئ. كما وتأتي جلسة اليوم بعد يوم واحد من صدور تقرير فريق تقصي الحقائق الذي تضمن توثيقاً لجرائم تصل إلى مستوى الإبادة الجماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في ميانمار. ولقد أكد التقرير استنتاجات الكثير من تقارير المنظمات الدولية حول تلك الجرائم، ويتفق مع ما شاهدناه خلال زيارة مجلس الامن الى ولاية راكين، وما استمعنا اليه من شهود عيان لهذه الجرائم لدى لقاءاتنا بلاجئي الروهينغا في مخيمات كوكس بازار

إننا في الوقت الذي نجدد فيه استنكارنا لهذه الأعمال المنافية للأعراف والقوانين الدولية التي شهدتها ولايـة راكيـن في ميانمار، لنؤكد مرة أخرى على ضرورة تحمل حكومة ميانمار لمسؤولياتها الرئيسية في حماية سكانها، وضمان عدم إستخدام القوة العسكرية بشكل مفرط مرة أخرى في ولاية راكين

إن العالم يتابع مجريات جلستنا اليوم في مجلس الامن، وهو يتوقع منا، وعلى أقل تقدير، أن نستمر في موقفنا الاخلاقي والانساني فوق أية إعتبارات سياسية للتعامل مع واحدة من أسوء الكوارث التي عرفها تاريخنا المعاصر، تلك الكارثة التي لا تزال تعيشها أقلية الروهينغا، التي تعرضت للقتل والتعذيب، نتيجة إضطهادهم، وتشريدهم القسري بما يمكن وصفه تطهيراً عرقياً، بُغية محو ثقافتهم وطمس هويتهم

السيد الرئيس

منذ زيارة مجلس الامن الى بنغلاديش وميانمار في شهر ابريل الماضي، لاحظنا اتخاذ حكومة ميانمار بعض الخطوات تجاه حل هذه القضية الانسانية، فالاجتماعات بين المسؤولين في كل من بنغلاديش وميانمار وتوقيع مذكرات تفاهم وانشاء هيئة للتحريات في انتهاكات حقوق الانسان هي خطوات ايجابية وجيدة، الا انها خطوات غير كافية ولم تترجم اغلبها فعلياً على ارض الواقع. فالخطوات والمطالب التي حددها مجلس الامن في بيانه الرئاسي وتوصيات اللجنة الاستشارية لولاية راكين هي مطالب واضحة ومحددة، تهدف الى معالجة اساس الازمة وانهاء معاناة اللاجئين وعودتهم طوعياً وبأمان وكرامة الى موقع ديارهم الاصلي في ميانمار

ان تلك العودة الطوعية لا يمكن لها ان تبدأ الا بعد إتخاذ سلسة من الإجراءات التي تستند على بناء الثقة لضمان عودة آمنة وحياة كريمة في ولاية راكين. وأود هنا التذكير ببعض من تلك الاجراءات التي ينبغي إتخاذها قبل العودة الطوعية للاجئين، وهي

إجراء تحقيقات مستقلة وشفافة حول الجرائم والانتهاكات المرتكبة بحق أقلية الروهينغا في ولاية راكين
ندعو حكومة ميانمار على اتخاذ جميع التدابير الكفيلة بإنهاء العنف والتمييز العرقي فوراً، ومنع الاستخدام المفرط للقوة في حق المدنيين في ولاية راكين
اغلاق كافة المخيمات التي تُعرف بمخيمات المشردين داخلياً
حث حكومة ميانمار على اتخاذ ما يلزم من التدابير لمحاربة التحريض على العنف او الكراهية، وإستعادة السلام والوئام بين مختلف الطوائف في ظل سيادة القانون
السماح بدخول وكالات الامم المتحدة والجهات الشريكة لها والسماح لجميع من هم في ولاية راكين بحرية التحرك بشكل آمن ودون عوائق
القضاء على الاسباب الرئيسية لازمة أقلية الروهينغا دون تمييز وبصرف النظر عن العرق او الدين ومنحهم حقهم الاصيل في الجنسية، وهو الامر الذي اكدته الجمعية العامة بمنح حقوق المواطنة الكاملة لاقلية الروهينغا
البدء بإصلاحات شاملة، إجتماعية وإقتصادية، تتواكب مع القضاء على الاسباب الرئيسية لأزمة لاجئي الروهينغا

السيدة الرئيس

إن المأساة الانسانية التي يعيشها لاجئي الروهينغا تتطلب من المجتمع الدولي مضاعفة الجهود من أجل التخفيف من معاناتهم اليومية، ففي الوقت الذي نعقد جلستنا اليوم تواجه مخيمات اللاجئين تحديات الامطار الموسمية والفياضانات، وهو ما أدى الى إنهيار بعض من الملاجئ جراء الاعاصير والانزلاقات الطينية

نعلم جميعاً ان نسبة عدد الاطفال في مخيمات اللاجئين بكوكس بازار باتت تزيد عن الـ 50%. كما تشير آخر الاحصائيات ايضاً، الى إن نسبة عدد النساء والاطفال مجتمعين تبلغ الان 80%، منهم ما يقارب 31 ألف إمراة ترعى عائلتها بمفردها في تلك المخيمات. انها مسؤولية كبيرة تتحمل اعباءها أمهات عانوا مرارة الفرار من الموت واللجوء الى ارض ليست بأرضهم يحملون معهم أمانة العناية بأسرهم. إن هذه الارقام والحقائق تضاعف من مسؤوليتنا تجاههم ولابد للمجلس ان يتخذ قرارات ايجابية تخفف من معاناتهم

لدى حديثنا عن مخيمات اللاجئين والمساعدات الانسانية، فلابد لنا ان نجدد تقديرنا لما تقوم به حكومة بنغلاديش من جهود كبيرة باستضافة هؤلاء الابرياء على أراضيها، فتقديم المساعدات الإنسانية وإستضافة اللاجئين والنازحين في الاوقات العصيبة ما هو الا دليل قاطع على وجود رغبة صادقة لدينا جميعاً بمساعدة بعضنا البعض في وقت الازمات

وختاماً السيدة الرئيس

إن الفقرة الثالثة من المادة الاولى في الفصل الاول من الميثاق  تؤكد أهمية " تحقيق التعاون الدولي على حل المسائل الدولية ذات الصبغة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والانسانية، وعلى تعزيز احترام حقوق الانسان والحريات الاساسية للناس جميعاً، والتشجيع على ذلك إطلاقاً بلا تمييز بسبب الجنس او اللغة او الدين ولا تفريق بين الرجال والنساء". هذا هو الميثاق الذي تعاهدنا نحن شعوب العالم على الالتزام به، ولتفادي ويلات الحرب التي عاشتها اجيال سابقة. انه الميثاق الذي يحدد مسار مستقبل اجيالنا، الميثاق الذي يدعونا للبقاء متحدين في مواجهة كافة القضايا التي تهدد السلم والامن الدوليين، انه الميثاق الذي يجعلنا نتسامى على خلافاتنا السياسية من أجل حماية اناس ضعفاء يبحثون عن حل نهائي لمحنتهم، عن لاجئين إلتقينا بهم في كوكس بازار وراكين واستمعنا الى همومهم ومعاناتهم وطلبوا منا عدم نسيان مطالبهم لدى مغادرتنا لملاجئهم

وشكراً السيدة الرئيس

Kuwait's Statement delivered by H.E. Ambassador Mansour Ayyad Al-Otaibi, Permanent Representative of the State of Kuwait to the United Nations at the United Nations Security Council Meeting on “The Situation in Myanmar” - 28 August 2018

Copyright © 2018 • All Rights Reserved • Permanent Mission of the State of Kuwait to the United Nations