وفد دولة الكويت الدائم لدى اﻷمم المتحدة

Kuwait's Statement delivered by Mr. Bader Almunayekh, Charge d'affaires of the Permanent Mission of the State of Kuwait at the Security Council Open Debate on “Children & Armed Conflict” – 31 October 2017

Permanent Mission of the State of Kuwait to the United Nations

Copyright © 2017 • All Rights Reserved • Permanent Mission of the State of Kuwait to the United Nations

شكراً، السيدة الرئيسة
 
بدايةً، أود أن أتقدم بالشكر للرئاسة، فرنسا، لتوجيه اهتمام مجلس الأمن إلى هذا الموضوع الهام، وأشيد بنفس الوقت بجهودها خلال ترأسها مجلس الأمن هذا الشهر، كما أود أن أتقدم بالشكر إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنتونيو غوتيريش وممثلة الأمين العام المعنية بالأطفال والنزاع المسلح السيدة فيرجينيا غامبا والسيد موبين شيخ على إحاطاتهم القيّمة، معرباً في هذا الصدد عن بالغ التقدير والامتنان للجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة حيال موضوع الأطفال والنزاع المسلح، والذي بات يشكل أحد  التحديات الصعبة التي تواجه المجتمع الدولي

السيدة الرئيسة

ما يشهده العالم من أزمات واضطرابات يشير، وبشكل مفزع، إلى تزايد معاناة المدنيين في النزاعات المسلحة، لا سيما الفئات المستضعفة في النزاعات وهم الأطفال، حيث يتم سلب براءتهم وحقهم الأصيل في الحياة والعيش الكريم والبقاء والنمو بسبب هذه النزاعات التي يتم استغلالهم فيها

إن الأعمال المروعة التي تقوم بها جماعات إرهابية مثل ما يسمى بتنظيم داعش وبوكو حرام لا تميز بين المدنيين وغير المدنيين، حيث تستهدف في كثير الأحيان صغار السن، ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يقف مكتوف الأيدي ويسمح بأن يتم انتزاع هؤلاء الأطفال من حياتهم الطبيعية وإجبارهم على العيش في حياة مليئة بالعنف والرعب، فمن حق الطفل أن يحصل على الحماية ويشعر بالأمان في مدرسته وفي بيته وفي مجتمعه

وفي هذا الصدد، تعرب دولة الكويت عن قلقها الشديد تجاه الآثار السلبية الذي تخلفها النزاعات المسلحة على الأطفال، بما في ذلك تجنيد وإستخدام وإستغلال الأطفال، والاختطاف الجماعي، والعنف الجنسي ضدهم، وقتلهم وتشويههم، وينبغي على المجتمع الدولي أن يستجيب بفعالية للقضايا التي تهدد السلم والأمن مع الامتثال الكامل للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان

وبمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لاعتماد التزامات باريس ومبادئ باريس لإنهاء تجنيد واستخدام الأطفال من قبل القوات والجماعات المسلحة، تود دولة الكويت أن تؤكد من جديد تأييدها لهذه الالتزامات الداعية إلى إنهاء الممارسات اللاإنسانية بحق الأطفال، كما نؤكد على أهمية الحفاظ على جميع الأدوات والآليات التي اعتمدها مجلس الأمن لتعزيز الإجراءات الرامية إلى التصدي للانتهاكات المرتكبة ضد الأطفال

السيدة الرئيسة

إن الحديث عن الأطفال في النزاع المسلح يجبرنا، مراراً وتكراراً، للتطرق إلى ما يعانيه الشعب الفلسطيني الأعزل وأطفاله، فانتهاكات إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني وأطفاله واضحة على مدى عقود من الزمن، حيث تستمر إسرائيل في ارتكاب جرائمها ضد الشعب الفلسطيني بما في ذلك الأطفال، الذين تحملوا انتهاكات قاسية لم تقتصر على مجرد القتل والاعتقال والاستجواب والتعذيب، بل أيضاً تدمير مرافقهم التعليمية والصحية والترفيهية وغيرها. وبالإضافة إلى كل ذلك، فإن الأثر المدمر للقيود التي تفرضها إسرائيل على حركة الفلسطينيين من خلال نقاط التفتيش وجدار الفصل العنصري وحصارها المستمر لقطاع غزة، قد أدى إلى تفاقم المعاناة الإنسانية وارتفاع في معدلات الفقر والبطالة، والعزلة واليأس والحرمان التي يعاني منها الأطفال الفلسطينيين بمعدلات تنذر بالخطر

وفي هذا الصدد، ندعو مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته للتصدي لهذه الانتهاكات المتكررة لضمان العدل والحماية للأطفال الفلسطينيين الضعفاء، وبما يوفر لهم الأمل بأن حقوقهم المشروعة في العيش في بيئة حرة خالية من الظلم والعنف سوف تتحقق

هذا، وستستضيف دولة الكويت بالمستقبل القريب مؤتمر دولي حول معاناة الطفل الفلسطيني لتسليط الضوء على الانتهاكات المتواصلة بحقهم على يد قوات الاحتلال الإسرائيلية

السيدة الرئيسة

لا أحد يستطيع أن ينسى المناظر المروعة التي شاهدناها هذا العام بعد الهجومات الكيميائية في سوريا التي أسفرت عن عشرات من القتلى، بمن فيهم الأطفال، ويجب علينا أن نبعث رسالة واضحةبأن استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل أي جهة غير مقبول ولن يتم التساهل معه، ويجب وقف العنف وإراقة الدماء في سوريا، فإن مجلس الأمن مطالب بالخروج بحل ينهي هذه الأزمة ويوقف هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي

وفيما يتعلق بالأزمة في اليمن، إن دولة الكويت، وهي عضو في التحالف، تؤكد بأن التحالف لإعادة الشرعية في اليمن يقوم بدور محوري وهام في حماية المدنيين والأطفال في اليمن، حيث أنه ملتزم بأعلى مبادئ ومعايير القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، ومتخذ لإجراءات شاملة وهامة لحماية المدنيين لتقليل الأضرار الجانبية، ويعد التحالف من أكبر الداعمين والمساهمين في الجهود الانسانية التي تصب في اتجاه تخفيف المعاناة الانسانية في اليمن وإعادة تأهيل المناطق المتضررة

السيدة الرئيسة

أن العالم اليوم، ولا سيما مجلس الأمن، يقف أمام مسؤولية أخلاقية وإنسانية لوقف الانتهاكات الجسيمة والفظائع المقززة التي يتعرض لها مسلمي الروهينغيا، والتي تمادت الي قتل الأطفال وتشويههم، حيث تلقت الأمم المتحدة ٤٨٩ تقريراً عن حالات تجنيد وقتل أطفال، بالإضافة إلى ٦ هجمات على منشئات تعليمية في إقليم أراكان،  ولا بد من اتخاذ كافة التدابير اللازمة لضمان التقيد بالقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان وضمان الأمن وحرية التنقل دون اضطهاد على أسس دينية أو عرقية، وضرورة تعزيز آليات المساءلة بحق جميع مرتكبي الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال

السيدة الرئيسة

إن الإعراب عن غضبنا مراراً وتكراراً في ضوء هذه الفظائع ليس كافياً – لقد حان الوقت لوضع حد لهذا العنف ضد الأطفال، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، ولا يمكن للعالم أن يفقد جيلاً من الأطفال الأبرياء في الحروب والصراعات، حيث فر ٢٨  مليوناً منهم من منازلهم نتيجة لتلك الصراعات، فإن جهودنا المشتركة ووحدتنا الدولية باتت مطلوبة الآن، أكثر من أي وقت مضى، لتوفير الحماية الفعالة وضمان أمن للأطفال وحقوقهم المشروعة

وفي هذا الصدد، تود دولة الكويت أن تغتنم هذه الفرصة لتؤكد من جديد دعمها لولاية مجلس الأمن بشأن الأطفال والنزاع المسلح، وحرصها على بذل كل ما بوسعها لتقديم الدعم للأمم المتحدة ومجلس الأمن من أجل ضمان معالجة الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال بكافة أشكالها، ومنع ارتكاب المزيد من الجرائم ضدهم، ومساءلة الأطراف المسؤولة

وشكراً، السيدة الرئيسة